القيلة المائية عند الأطفال

تعدّ القيلة المائية أو المعروفة بكيس الماء على الخصية (Hydrocele) من أكثر الحالات شيوعًا التي تصيب الأطفال الذّكور، إذ يعاني ما يصل إلى 1 من كلّ 10 أطفال من القيلة المائية عند الولادة، والتي تتمثّل بتشكّل كيسٍ مملوء بالسوائل داخل كيس الصفن حول الخصية، مما يجعلها تبدو منتفخة، ولا تحتاج معظم الحالات إلى العلاج فقد تزول من تلقاء نفسها في السنة الأولى من عمر الطّفل.^[١][٢]

كيف يبدو شكل القيلة المائية؟

تبدو القيلة المائية وكأنها بالون صغير طريّ مملوء بسائل داخل كيس الصفن وغير متسببٍ بالألم عادةً، وتكون بشكل رئيسي أمام إحدى الخصيتين.^[٣]

^[٤]

ما سبب القيلة المائية عند الأطفال؟

تتشكّل الخصيتان داخل بطن الجنين، ثم تنزلق الخصيتان والأعصاب والأوعية الدموية المُحيطة بهما إلى داخل كيس الصّفن عبر القناة الإربية القصيرة، وخلال هذه العملية الطّبيعية فإن كلّ خصيةٍ تكون محاطةً بكيسٍ طبيعي يحتوي على سوائل، وعادة ما ينغلق هذا الكيس والقناة بشكل تلقائي قبل الولادة ويقوم جسم الطفل بامتصاص السائل الذي بداخله، ولكن عندما لا تسير هذه العملية كما ينبغي ستتكوّن القيلة المائية، ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى ذلك ما يلي:^[٥][٣]

• عدم انغلاق القناة الإربية لسببٍ هيكلي قبل ولادة طفلك.
• الإصابة بالفتق الإربي.
• أسباب أخرى؛ فمن الجدير بالذّكر أنّ تكون القيلة المائية في الأطفال الأكبر سنًا قد يكون نتيجة أسباب أخرى؛ مثل التعرّض لإصابةٍ ما، أو التواء الخصية.

أنواع القيلة المائية

تنقسم القيلة المائية إلى نوعين بحسب طريقة تجمّع السوائل، وهما ما يلي:^[٦][٧]

• القيلة المائية المتصلة: يحدث هذا النوع عندما لا تنغلق القناة الإربية انغلاقًا تامًا، مما يسمح بتدفق كمية من السائل بين كيس الصفن والتجويف البطني بحرية، ولذلك يمكن ملاحظة تغيّر حجم القيلة المائية عند الوقوف أو الاستلقاء، بسبب تتغير كمية السوائل المتدفقة على مدار اليوم.
• القيلة المائية غير المتّصلة: يحدث هذا النوع عندما تنغلق القناة الإربية ولكن دون أن يتم امتصاص السوائل، فتبقى متراكمةً في كيس الصفن، وقد يتكون هذا النوع عند الولادة ولكنّه غالبًا ما يختفي من تلقاء نفسه في غضون عام واحد، بينما في حال وجود هذا النوع من القيلة المائية لدى الأطفال الأكبر سنًا سيكون علامة على مشاكل أخرى تستدعي مراجعة الطبيب.

كيفية تشخيص القيلة المائية عند الأطفال

لتشخيص القيلة المائية يجري الطبيب فحصًا جسديًا للطفل، إذ يتمّ تفحّص كيس الصفن ولمسه بحثًا عن السوائل، وتوجيه الضوء عليه، ففي حال كان كيس الصفن مليئًا بالسوائل سيخترق الضوء القيلة ويضيء خارجها من الجهة الأخرى، بالإضافة إلى إجرائه تحاليل الدم والتّصوير بالسونار للتأكد من عدم وجود أي شيء آخر يسبب التورّم.^[٨][٩]

كيف يمكن التمييز بين الفتق الإربي والقيلة المائية؟

القيلة المائية هي تجمّع السوائل داخل كيس ينتج عنها تورّم في منطقة الفخذ أو كيس الصفن، بينما الفتق الإربي هو بروزٌ لأعضاء البطن في القناة الأربية أو كيس الصفن، ويبيقى الطّبيب هو الشّخص الذي يستطيع التّمييز بينهما خلال الفحص الجسدي.^[١٠]

ما خطورة القيلة المائية على الطفل؟

لا يُصاحِب القيلة المائية آثارٌ طويلة الأمد، فلا تؤدي إلى حدوث ضرر على الخصيتين، ولا تؤثر على قدرة الإنجاب مستقبلاً.^[٣]

كيفية علاج القيلة المائية عند الأطفال

عادة ما تختفي القيلة المائية وحدها دون تدخّل جراحي خلال السنة الأولى من عمر الطفل، ولكن في حال استمرار ازدياد حجم القيلة المائية لما بعد عمر 1-2 سنة فلا بدّ من عرض الطفل على الطبيب، والذي سيوصي بالتدخّل الجراحي، وهو إجراءٌ بسيط يستطيع الطفل العودة إلى المنزل في غضون ساعات من إجرائه دون الحاجة إلى المكوث في المستشفى، إذ يتضمّن إجراء قطعٍ صغير جدًا في أسفل البطن أو كيس الصفن، لإزالة السوائل المتراكمة وسدّ القناة الإربية، مما يمنع نزول السوائل مرة أخرى إلى كيس الصفن.^[٣]

ما الرعاية المطلوبة بعد الجراحة؟

تتحلل الغرز المُستخدمَة تحت الجلد من تلقاء نفسها، وسيتمّ تغطية الشق في المنطقة الإربية بواسطة ضمادة شفافة مقاومة للماء، ومن الضّروري خلال هذه الفترة اتباع الإرشادات التالية لضمان التّعافي، وهي:^[١١]

• تجنّب استحمام الطفل في الحوض أو السباحة حتى سبعة أيام بعد الجراحة.
• منع الطفل ممارسة رياضة الدراجة أو أيّة رياضات أخرى مثل الجري حتى مرور ثلاثة أسابيع بعد الجراحة.
• مراجعة الطبيب بعد حوالي أسبوعين من الجراحة للتحقق من سير عملية التعافي.

هل هناك أي مخاطر لعملية القيلة المائية؟

لا. لكن قد يعاني الطفل بعد الجراحة من ألم خفيف جدًا، يمكن التخفيف منه بتقديم الباراسيتامول (Paracetamol) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen) للطفل.^[٤]