ما هو تكلّس الكلى؟

تكلّس الكلى (Nephrocalcinosis) هو أحد المشاكل الصحية شائعة الحدوث بين أطفال الولادة المُبكرة أو المُبتسرين (Premature Infants)، ويحدث نتيجةً لزيادة مستوى الكالسيوم في الكلى وترسّبه داخلها، ويمكن أن يُصيب كليةً واحدةً أو كلتيهما، وينطوي على الإصابة بتكلّس الكلى العديد من المشاكل والمخاطر التي تُسبب ضعفًا في وظائف الكلى المختلفة.[١]


أنواع تكلّس الكلى

يُقسم تكلّس الكلى لـ 3 أنواع رئيسية، وفيما يأتي توضيحًا لها:[٢]

  • تكلّس الكلى الكيميائي: (Chemical Nephrocalcinosis)، وفيه يزداد تركيز الكالسيوم في الخلايا داخل الكلية خاصةً خلايا الظهارة الأُنبوبية، مما يؤثر في بعض وظائف الكلى وتركيبتها؛ كزيادة إفراز الماء، والكالسيوم، والصوديوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم منها.
  • تكلّس الكلى المجهري: (Microscopic Nephrocalcinosis)، وفيه يترسّب الكالسيوم على شكل بلورات الفوسفات أو الأوكسالات، والتي لا يُمكن رؤيتها إلّا بواسطة المجهر.
  • تكلّس الكلى العياني: (Macroscopic Nephrocalcinosis)، وفيه يُمكن رؤية التكلّسات على مساحاتٍ كبيرةٍ داخل الكلى، والتي لا تحتاج إلى مجهر لرؤيتها.


ويُمكن تقسيم تكلّس الكلى من حيث موقع حدوثه داخل الكلى إلى:[٢]

  • تكلّس الكلى اللبي أو النّخاعي: (Medullary Nephrocalcinosis)، هو النوع الأكثر شيوعًا لتكلّس الكلى، وغالبًا ما ينتج عن خللٍ في توازن الكالسيوم في الجسم.
  • تكلّس الكلى القشري: (Cortical Nephrocalcinosis)، هو النوع الأقل شيوعًا من تكلّس الكلى، وعادةً ما يحدث في النسيج البرنشيمي الكلوي بأكمله.


أعراض تكلّس الكلى

في معظم حالات تكلّس الكلى لا يعاني المصاب من أي أعراضٍ تُذكر، وعادةً ما ترتبط الأعراض بالسبب الكامن وراء الإصابة، وفي حال حدوث حصوات في الكلى ناتجةً عن تكلّس الكلى قد تظهر مجموعة من الأعراض والعلامات، منها:[٣]

  • ظهور دم في البول.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم والقشعريرة.
  • التقيؤ والغثيان.
  • ألم في البطن.
  • ألم في جانبي الظهر، أو الفخذ، أو الخصيتين.




عند ظهور الأعراض المتأخرة لتكلّس الكلى، قد يُرافقها حدوث الفشل الكلوي المُزمن.




أسباب تكلّس الكلى

قد يحدث تكلّس الكلى نتيجةً للإصابة بأيٍ من المشاكل الصحية التي تُسبب ارتفاعًا في مستويات الكالسيوم في الدّم أو البول، مما يؤدي إلى ترسّب الكالسيوم في أنسجة الكلى نفسها، وغالبًا ما تتأثر كلتا الكليتين بالمرض،[٤] ومن الحالات والمشاكل الصحية التي قد تُسبب تكلّس الكلى ما يأتي:

  • متلازمة ألبورت (Alport Syndrome).[٤]
  • متلازمة بارتر (Bartter Syndrome).[٤]
  • التهاب كُبيبات الكلى المُزمن (Chronic Glomerulonephritis).[٤]
  • نقص مغنيسيوم الدّم العائلي أو الوراثي.[٤]
  • فرط أوكسالات البول الأولي.[٤]
  • رفض الجسم للكلى المزروعة.[٤]
  • التسمم بالإيثيلين جلايكول (Ethylene Glycol).[٤]
  • فرط كالسيوم الدّم الناتج عن فرط نشاط جارات الدرقية (Hyperparathyroidism).[٤]
  • مرض الساركويد (Sarcoidosis).[٤]
  • التسمم بفيتامين د.[٤]
  • تناول بعض الأدوية كالأسيتازولاميد (Acetazolamide)، وأمفوتيراسين ب (Amphotericin B)، وتريامتيرين (Triamterene).[٣]
  • الإصابة بالسل (Tuberculosis) في الكلى، أو العدوى المرتبطة بمرض الإيدز (AIDS).[٣]


تشخيص تكلّس الكلى

يُجري الطبيب العديد من الاختبارات التشخيصية للمساعدة على الكشف عن تكلّس الكلى، وفيما يأتي توضيحًا لها:[٥]


الفحوصات المخبرية

يُذكر من الفحوصات المخبرية التي قد تكون مفيدة في تشخيص تكلّس الكلى ما يأتي:[٥]

  • مستويات كلٍ من الكالسيوم (Calcium)، والفوسفات (Phosphate)، والألبومين (Albumin)، والبوتاسيوم (Potassium) في الدّم.
  • اختبار نيتروجين اليوريا في الدّم (BUN)، والكرياتينين (Creatinine).
  • معدّل الترشيح الكُبيبي (eGFR).
  • تحليل البول.
  • تقييم إفراز البول للكالسيوم، والأكسالات (Oxalate)، والسيترات (Citrate)، وحمض اليوريك (Uric Acid) على مدار 24 ساعة.
  • مستوى المغنيسيوم في البول.
  • هرمون جار الدرقية، والهرمون المنبه للدرقية (TSH).


الصّور

يُذكر من الاختبارات التصويرية الشائعة في تشخيص تكلّس الكلى ما يأتي:[٥]

  • السونار (Ultrasound)؛ وهو أكثر حساسيةً من التصوير الشُّعاعي التقليدي.
  • تصوير الكلى والمثانة والحالبين بالأشعة السينية (KUB Radiology).
  • الصّور الطّبقيّة (CT Scan)؛ وهو الاختبار الأكثر فعالية في الكشف عن تكلّس الكلى.




عادةً لا يُجرى تصوير الرنين المغناطيسي (MRI) إلّا في حالات نادرة تستدعي إجرائه.




علاج تكلّس الكلى

يهدف علاج تكلّس الكلى إلى التقليل من الأعراض المرافقة له، ومنع تراكم المزيد من الكالسيوم في الكلى، بالإضافة لعلاج السبب الكامن وراء حدوثه،[٦] وفيما يأتي بعض الخيارات العلاجية الشائعة لعلاج تكلّس الكلى:

  • التوقف عن تناول الأدوية التي تزيد من إفراز الكالسيوم في البول، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل إيقاف أيٍ منها.[٧]
  • المحافظة على رطوبة الجسم من خلال الحصول على محلول ملحي وريدي من كلوريد الصوديوم (Sodium Chloride) في حالات فرط كالسيوم الدّم.[٨]
  • تناول السيناكالست (Cinacalcet)‏ لعلاج فرط نشاط جارات الدرقية، وبالتالي علاج فرط الكالسيوم في الدّم.[٩]
  • تناول الكورتيزون للتقليل من امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، وكذلك تقليل فعالية فيتامين د في الجسم.[٥]
  • تناول مدرات البول من مجموعة الثيازيد (Thiazide)؛ والتي تُقلل من إفراز الكالسيوم في البول، ويُعدّ هيدروكلوروثيازيد (Hydrochlorothiazide) من أكثر أنواع مدرات البول استخدامًا.[١٠]
  • تناول بايوفسفونيت (Biophosphonat)؛ لعلاج فرط كالسيوم الدّم من خلال منع فقدان الكالسيوم من العظام، أو الكالسيتونين (Calcitonin) الذي يعمل على زيادة مخزون العظام من الكالسيوم.[١٠]
  • جرعات عالية من فيتامين ب6 (Pyridoxine)؛ والذي يُقلل من تكوين أوكسالات الكالسيوم، وبالتالي يمنع تكوّن حصوات الكلى.[١٠]
  • تناول هيدروكسي كلوروكين (Hydroxychloroquine)؛ لعلاج فرط كالسيوم الدّم الناتج عن الإصابة بمرض الساركويد.[١٠]
  • مُسكّنات الألم (NSAIDs)؛ لعلاج المغص الكلوي المرتبط بتكلّس الكلى.[١١]


الوقاية من تكلّس الكلى

في الواقع لا يُمكن الوقاية من تكلّس الكلى إلّا من خلال علاج الحالات الصحية المسؤولة عن ارتفاع مستوى الكالسيوم في الكلى بطريقةٍ صحيحةٍ وفعّالة، وإذا تم علاج هذه الحالات مبكرًا فيمكن أن يُساعد ذلك على الوقاية من تكلّس الكلى.[٣]


مضاعفات تكلّس الكلى

كما أُسلف الذكر قد يُسبب تكلّس الكلى العديد من المضاعفات التي تؤثر في قدرة الكلى على أداء وظائفها بفعالية، منها:[٤]

  • الفشل الكلوي الحاد (Acute Kidney Failure).
  • الفشل الكلوي المُزمن (Chronic Kidney Failure).
  • حصوات الكلى.
  • الاعتلال البولي الانسدادي (Obstructive Uropathy)، والذي قد يكون حادًا أو مزمنًا.


لماذا يُصاب أطفال الولادة المبكرة بتكلّس الكلى؟

ما يُقارب 20 - 64% من أطفال الولادة المُبكرة (الخُدّج) تظهر إصابتهم بتكلّس الكلى بعد تصويرهم من خلال السونار، ويحدث ذلك نتيجةً للعديد من الأسباب المذكورة أعلاه، إلا أن السبب الرئيسي قد يكون فقدان الكالسيوم في الكلى، أو زيادة إفراز الكالسيوم في الكليتين نتيجةً لإعطائهم بعض الأدوية كمدرات البول.[١][١٢]


المراجع

  1. ^ أ ب Charles Patrick Davis (29/3/2021), "Medical Definition of Nephrocalcinosis", medicinenet, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Damien Jonas Wilson (26/2/2019), "Calcification and the Kidneys", news-medical, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Nephrocalcinosis", topdoctors, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Sovrin M. Shah (31/7/2019), "Nephrocalcinosis", medlineplus, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Tibor Fulop (9/8/2021), "Nephrocalcinosis", medscape, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  6. "Nephrocalcinosis", The Aga Khan University Hospital, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  7. "Nephrocalcinosis", mountsinai, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  8. "Nephrocalcinosis", rarediseases, 17/4/2017, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  9. "Successful treatment of early allograft dysfunction with cinacalcet in a patient with nephrocalcinosis caused by severe hyperparathyroidism: a case report", BMC Research Notes volume, 8/4/2017, Issue 153, Page 1. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث Tibor Fulop (9/8/2021), "Nephrocalcinosis Medication", medscape, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  11. Bridget Sinnott, Naim M. Maalouf, Khashayar Sakhaee (24/5/2018), "Medical management of nephrocalcinosis and nephrolithiasis ", oxfordmedicine, Retrieved 14/10/2021. Edited.
  12. "Nephrocalcinosis in a preterm infant", Australasian Journal of Ultrasound in Medicine , 8/2009, Issue 3, Folder 12, Page 42 - 43. Edited.