لا يُعد اتخاذ قرار التبرع بالكلى أمرًا سهلًا؛ إذ يجب على الأشخاص الذين يفكرون في ذلك أن يوازنوا بعناية بين المخاطر والفوائد المحتملة للتبرع بكلية، وعلى الرغم من أن الجراحة نفسها غالبًا ما تكون عنصرًا رئيسيًا في هذا القرار، إلّا أن العوامل الأخرى كالمخاطر الطبية، والنتيجة التجميلية، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية تلعب أيضًا دورًا مهمًا في اتخاذ القرار، وفي هذا المقال سنوضح لك آثار التبرع بالكلى على المتبرع بشيءٍ من التفصيل.[١]

آثار التبرع بالكلى على المتبرع

يُمكن للمتبرعين بالكلى أن يعيشوا حياةً طبيعيةً بكليةٍ واحدةٍ فقط؛ وذلك في حال تلقى المتبرع تقييمًا دقيقًا قبل السماح له بالتبرع بكليته، وعمومًا ينطوي التبرع بالكلى على مخاطر طفيفةٍ، خاصةً عند مقارنته بالمخاطر الصحية لدى عامة السكان، ومع ذلك قد يؤدي التبرع بالكلية إلى زيادة هذه المخاطر بشكلٍ طفيفٍ جدًا.[٢][٣]


فوائد التبرع بالكلى

لا يوجد أي شك بأهمية كونك متبرعًا بالكلى؛ فهو أمرٌ مفيد للغاية للمتلقي الذي يحصل على الكلية، وعادةً ما يعيش متلقي الكلى من متبرعٍ حي حياةً أطول وأكثر صحةً مقارنةً بمن يتلقون كلية من متبرعٍ متوفٍ، بالإضافة لذلك هناك العديد من الفوائد التي تعود على المتبرع نفسه، وفيما يلي أبرزها:[٤][٥]

  • إنقاذ حياة شخصٍ آخر.
  • إعطاء نوعية حياة متجددة ومُحسنّة لشخصٍ آخر.
  • فهم أكبر لأهمية الصحة العامة، وبالتالي اللجوء إلى العناية بشكل أفضل بالصحة.




التبرع بكلية عمل طيب ونافع للغاية، وعلى الرغم من عدم وجود فوائد صحية تعود على جسم المتبرع، إلّا أنه قد يكون أمرًا مُجزيًا جدًا للمتلقي، ويقول العديد من المتبرعين إنهم يشعرون بتحسّن تجاه أنفسهم بعد التبرع، كما يقول معظمهم أنهم إذا تمكنوا من فعل ذلك مرةً أخرى فسيختارون التبرع بكليتهم.




مخاطر التبرع بالكلى

كأي عمليةٍ جراحيةٍ أخرى يحتمل التبرع بالكلى خطر حدوث مضاعفات جراحية بما في ذلك جلطات الدم وغيرها، ومع ذلك فإن هذه المخاطر منخفضة بعض الشيء، ويُمكن أن يفقد المتبرع بالكلى نسبة معينة من وظائف الكلى بعد التبرع، بالإضافة لزيادة كبر حجم الكلى المتبقية بعد الجراحة، وقد يبدو هذا الأمر مخيفًا، ولكن لن يلاحظ المتبرع أي اختلاف بشكل عام،[٦] وفيما يلي قائمة شاملة بالمضاعفات التي من المحتمل أن تحدث لجراحة التبرع بكلية:[١][٥]

  • الألم.
  • العدوى في موضع الجرح.
  • الجلطة الدموية.
  • رد فعل تحسسي ناتج عن التخدير المُستخدم أثناء الجراحة.
  • الحاجة لإجراء عملية مرةً أخرى لأسبابٍ مختلفة؛ كإيقاف النزيف.
  • الفتق (Hernia).
  • الانسداد المعوي (Intestinal Obstruction).
  • تورّم الخصية وعدم الراحة للمتبرعين الذكور.
  • الالتهاب الرئوي (Pneumonia)، والذي يُعد أكثر خطورةً إذا كان المتبرع مدخنًا.
  • إصابة أعضاء أخرى أثناء الجراحة.
  • الوفاة، وهو خطر ضئيل يُقدّر بحوالي 3 حالات من كل 10000 حالة، وهي نسبة مُشابهة لخطر الوفاة نتيجةً للعملية القيصرية.


مخاطر التبرع بالكلى على المدى الطويل

لا تزال مخاطر التبرع بالكلى على المدى الطويل بحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات، ومع ذلك تُشير معظمها إلى أنه يمكن للمتبرع بالكلى أن يعيش حياةً طبيعيةً وصحيةً بكليةٍ واحدة، وفي الواقع عند إزالة كلية واحدة ستزداد قدرة الكلية الطبيعية على التعويض، ولكن قد أظهرت بعض الدراسات خطر الإصابة بإحدى المشاكل الصحية التالية على المدى الطويل:[٧][٣]

  • يكون ارتفاع ضغط الدم أحد المخاطر المحتملة على المدى الطويل؛ إذ تُظهر الأبحاث أن العديد من الأشخاص الذين يتبرعون بكليتهم يعانون من ارتفاعٍ طفيفٍ في ضغط الدم بعد عدة سنوات، كما أبلغ بعض المتبرعين عن مشاكل طويلة الأمد متعلّقة بالألم، أو تلف الأعصاب، أو الفتق، أو انسداد الأمعاء، وتبدو هذه المخاطر نادرة الحدوث، ولكن لا توجد حاليًا أي إحصائيات تُبين مدى تواتر هذه المشاكل وتكرار حدوثها.
  • زيادةٍ طفيفةٍ جدًا في خطر الإصابة بالفشل الكلوي (Kidney Failure)، خاصةً بين الأشخاص من أصل أفريقي ومتوسطي العمر، وتُقدّر نسبة هذا الخطر الضئيل جدًا بأقل من 1%.
  • هناك بعض المخاطر المرافقة للحمل؛ فالنساء اللواتي تتبرعن بكليتهن ويُصبحن حوامل أكثر عُرضة للإصابة ببعض الحالات الطبية بما في ذلك سكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم الحملي، وتسمم الحمل، إلى جانب خطر فقدان الجنين في حالات نادرة، لذا إذا كانت الأنثى الراغبة بالتبرع بكليتها تُخطط لإنجاب الأطفال بعد ذلك، فعليها مناقشة المخاطر والفوائد المحتملة جيدًا، والتعرف على مدى تأثير ذلك على الإنجاب مع فريق الزراعة قبل التبرع بكليتها.


ما بعد التبرع بالكلى

بعد الانتهاء من إجراء استئصال الكلى والتبرع بها، يحتاج المتبرع للعناية بالكلى المتبقية جيدًا، والحفاظ على وظائف الكلى الطبيعية، لذا قد يوصي الطبيب باتّباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني اليومي، والمداومة على إجراء الفحوصات الطبية لمراقبة صحة الكلى.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب "Risks and Benefits of Living Kidney Donation", Weill Cornell Medicine, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  2. "What to Expect After Donation", National Kidney Foundation, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Kidney donation: Are there long-term risks?", mayoclinic, 5/5/2020, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  4. "Kidney donation", kidneyfund, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Transplant Recipient Information", alberta, 25/7/2019, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  6. "Kidney Donation", clevelandclinic, 8/12/2020, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  7. "Long-term Risks", National Kidney Foundation, Retrieved 17/12/2021. Edited.
  8. "Nephrectomy (kidney removal)", mayoclinic, 17/5/2018, Retrieved 17/12/2021. Edited.