ما هو غسيل الكلى؟
غسيل الكلى (Dialysis) هو إجراء علاجي يلجأ إليه الأطباء عند الإصابة بالفشل الكلوي، والذي يحدث في المرحلة النهائية من مرض الكلى المزمن (تعمل الكلى بنسبة 10 - 15% فقط من وظيفتها الطبيعية في آخر مرحلة من مرض الكلى)، وكما تعلم فإنّ الكلى تعمل على تصفية الدم عن طريق إزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الجسم، ويؤدي غسيل الكلى وظيفة الكلى هذه إذا فشلت، بالإضافة للمحافظة على توازن السوائل والأملاح في الجسم.[١]
ما الفائدة من غسيل الكلى؟
كما أسلفنا الذكر عندما تفشل الكلى في أداء وظيفتها المعتادة، فإن غسيل الكلى يحافظ بدوره على توازن الجسم من خلال:[٢]
- إزالة الفضلات والأملاح والسوائل الزائدة لمنع تراكمها في الجسم.
- الحفاظ على مستوى آمن من أملاح الجسم كالبوتاسيوم، والصوديوم، والبيكربونات.
- المساعدة على بقاء ضغط الدم تحت السيطرة.
أين يُجرى غسيل الكلى؟
يمكن إجراء غسيل الكلى في وحدة غسيل الكلى غير التابعة للمستشفى، أو في المنزل، وبناءً على حالة المصاب وتفضيلاته يُقرر هو والطبيب المكان الأفضل للإجراء.[٢]
أنواع غسيل الكلى
في الواقع هناك نوعان رئيسيان من غسيل الكلى هما:[٣]
غسيل الكلى عبر الدم: هو النوع الأكثر شيوعاً، ويكون من خلال وصلة في الذراع أو الرقبة.
غسيل الكلى عبر البطن: هو النوع الأقل شيوعاً، ويكون الغسيل من خلال وصلة بالبطن.
التحضير لغسيل الكلى
قبل بدء جلسات غسيل الكلى بعدة أسابيع يجب تركيب وصلة أو قسطرة في الوريد يتم من خلالها سحب الدم من الجسم لجهاز الغسيل ومن ثم إعادته.
في حال غسيل الكلى عبر الدم
يتم تركيب وصلة (Fistula) في الذراع، لعمل الوصلة تجرى عملية جراحية بسيطة تربط الشريان بالوريد عند الرسغ أو الكوع، ولكن تحتاج هذه الوصلة لمدة 6-8 أسابيع بعد العملية حتى تصبح جاهزة وملتئمة للغسيل، وحتى هذا الوقت يتم عمل الغسيل بشكل مؤقت من خلال الرقبة أو الصدر بقسطرة مؤقتة، تتم إزالتها عندما تصبح الوصلة الوريدية الشريانية بالذراع جاهزة للاستخدام.[٤]
تعمل الوصلات الشريانية الوريدية على تكبير الشريان والوريد المتصلين معًا، مما يجعل الوصول إلى غسيل الكلى أسهل، كما أنهما يُساعدان على تدفق الدم داخل وخارج الجسم بشكلٍ أسرع، وإذا كان من الضروري إجراء غسيل الكلى بسرعة فقد يضع الطبيب أنبوبًا رقيقًا ورفيعًا يُسمى قسطرة في الوريد في الرقبة، أو الصدر، أو الساق للوصول بشكلٍ مؤقت.
في حال غسيل الكلى عبر البطن
قبل حوالي 3 أسابيع من بدء غسيل الكلى عبر البطن "الديلزة البريتونية" (Peritoneal Dialysis) يتم تركيب قسطرة في البطن للغسيل أيضاً؛ إذ يُدخل الجرّاح القسطرة عبر التجويف البطني المعروف طبياً باسم الصَُفاق (Peritoneum)، وتبقى هذه القسطرة في مكانها دائمًا بحيث يغسل الطبيب عبرها.[٤]
الصّفاق هو الغِشاء الذي يُبطّن التّجويف البطني، ويعمل على دعم أعضاء البطن، كما أنّه يعمل كقناة لمرور الأعصاب، والأوعية الدموية، والأوعية اللمفاوية، وعلى الرغم من أنّه رقيق إلا أنّه يتكوّن من طبقتين يفصل بينهما فراغ.
كيفية إجراء غسيل الكلى
تختلف خطوات إجراء غسيل الكلى بناءً على نوعه،[٣] وفيما يلي توضيحًا لذلك:
غسيل الكلى عبر الدم
غسيل الدم هو أكثر أنواع غسيل الكلى شيوعًا، وأثناء إجرائه يُوصل أنبوب بإبرة في ذراع المصاب، ويمر الدم على طول الأنبوب إلى جهاز خارجي يقوم بفلترة الدم، ثم يُعاد الدم بعد تصفيته إلى الذراع مُجددًا عبر أنبوبٍ آخر.[٣]
غسيل الكلى عبر البطن
أثناء إجراء غسيل الكلى عبر البطن يتدفق سائل الغسيل (وهو سائل نقي يسحب السموم من الدم) عبر أنبوب إلى بطانة البطن، وتعمل بطانة البطن نفسها كمُرشح وتُزيل الفضلات من الدم، وبعد فترة زمنية محددة يتدفق السائل الذي يحتوي على الفضلات المُفلترة من البطن ويتم التخلّص منه، ويمكن إجراء هذا النوع من غسيل الكلى في المنزل أو العمل أو أثناء السفر، ومن الجدير بالذكر أن غسيل الكلى البريتوني لا يُعد خيارًا متاحًا لجميع المصابين بالفشل الكلوي؛ إذ يحتاج إلى مهارةٍ يدوية، وقدرة على رعاية النفس في المنزل، أو وجود شخص موثوق لرعاية المصاب أو مُمرض مُرافق.[٥][٣]
عدد مرات غسيل الكلى في الأسبوع
غسيل الكلى عبر الدم: 3-5 مرات في الأسبوع، وتستغرق كل جلسة حوالي 4 ساعات.[٣]
غسيل الكلى عبر البطن: يحتاج عادةً إلى تكرار بشكل شبه يومي، أي بمعدل أكثر تكراراً من غسيل الكلى عبر الدم، ليغسل المريض 4-7 مرات أسبوعياً.[٥]
آثار إجراء غسيل الكلى
إجراء غسيل الكلى غير مُؤلم، ولكن في حال حدوث الألم أثناء العلاج أو بعده فيجب إخبار الطبيب على الفور، وقد يكون هناك آثار جانبية مصابة لغسيل الكلى تتفاوت في شدتها،[٦] وفيما يلي بعضها:
- انخفاض ضغط الدم الذي يُعد أكثرها شيوعًا خاصةً عند المصابين بمرض السكري.[٦][٧]
- الغثيان.[٦]
- القيء.[٦]
- جفاف الجلد، والحكة التي غالبًا ما تكون أسوأ قبل الإجراء أو بعده.[٦][٧]
- تشنّجات العضلات.[٦]
- الشعور بالتعب الشديد.[٦]
- مشاكل واضطرابات في النوم.[٧]
- تجمع السوائل الزائدة في الجسم.[٧]
- التهابات أو تضخّم في موقع إجراء غسيل الكلى.[٧]
- تقلبات المزاج.[٧]
- وُجود خطر متزايد لحدوث العدوى.[٦]
التعامل مع الآثار الجانبية لغسيل الكلى
يمكن للمصاب الخاضع لإجراء غسيل الكلى أن يُقلل من خطر حدوث الآثار الجانبية المذكورة أعلاه من خلال الالتزام بالإرشادات والنصائح التالية:[٦]
- الانتباه لما يأكله أو يشربه، ويمكن للطبيب أن يُوصي بكمية السوائل والبروتين والملح التي يجب تناولها.
- نظرًا لكون مرضى غسيل الكلى معرّضون لخطر متزايد للإصابة بالعدوى، فيمكن للنصائح التالية أن يُساعد على التقليل من ذلك:
- التحقق من موقع إدخال وصلة غسيل الكلى يوميًا بحثًا عن الاحمرار، والقيح، والتورم.
- المحافظة على الضمادة التي تُغطي القسطرة نظيفة وجافة.
- التأكد من التزام الشخص الذي يُساعد المصاب بالتدابير الوقائية بما في ذلك غسل اليدين بالماء والصابون قبل الإجراء وبعده.
دواعي مُراجعة الطّوارئ بعد الغسيل
تشمل الحالات التي تستدعي مُراجعة الطوارئ بشكل فوري ما يلي:[٨]
- نزيف من موقع وصلة غسيل الكلى.
- علامات العدوى كالاحمرار، أو التورم، أو التقرح، أو الألم، أو الدفء حول موقع وصلة غسيل الكلى.
- ارتفاع درجة الحرارة لما يتجاوز 38 درجة مئوية.
- تضخّم الذراع التي توضع فيها القسطرة.
- برودة اليد، أو خدرانها، أو ضعفها.
- إذا استمرت أيًا من الأعراض التالية لأكثر من يومين أو ازدادت سوءًا:
- الحكة.
- مشاكل في النوم.
- الإسهال أو الإمساك.
- القيء أو الغثيان.
- التّعب ومشاكل في التركيز.
ما هو النّوع الأفضل من غسيل الكلى؟
في الواقِع ليس هُناك نوع أفضل من الآخر، إذ يعتمِد اختيار نوع غسيل الكلى على عدّة عوامِل وعلى صحّة المريض كذلك، فعلى سبيل المِثال يوفر غسيل الكلى عبر البطن ترشيحًا مستمرًا ولا يُؤثّر كثيرًا في الأنشطة اليوميّة، ومع ذلك غسيل الكلى عبر البطن ليس خيارًا جيدًا للذين يُعانون من السمنة، أو الأشخاص الذين يعانون من تندب في البطن، لذلك إنّ الخيار بيد الطّبيب، ويمكن للمريض والطّبيب أن يتفقا عن نوع الغسيل المُناسب للمريض اعتمادًا على عدّة عوامل، مثل:[٩]
- تحاليل وظائف الكلى.
- الصّحة العامة.
- إمكانيّة العِلاج في المنزل أو لا.
- أسلوب حياة المريض.
- تفضيلات المريض الشخصية.
هل من المُمكن غسيل الكلى لفترة مُؤقتة؟
نعم، فذلك يعتمِد على عدّة عوامِل، مثل:[٢]
- إذا كانت الكلى تعمَل بشكل جيّد.
- مقدار وزن السوائل الذي يتراكَم في الجِسم بين كُل دورة غسيل وأُخرى.
- مقدار الفضلات التي يُنتجها الجسم.
- عُمر المريض.
- نوع غسيل الكلى المُستخدَم.
المراجع
- ↑ Brian Krans (14/2/2019), "Dialysis", healthline, Retrieved 20/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Dialysis", National Kidney Foundation, Retrieved 20/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Overview -Dialysis", nhs, 29/9/2021, Retrieved 20/10/2021. Edited.
- ^ أ ب "Dialysis", clevelandclinic, 18/8/2021, Retrieved 20/10/2021. Edited.
- ^ أ ب "Peritoneal dialysis", mayoclinic, 24/7/2021, Retrieved 20/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Kelli Miller (7/12/2020), "When Do I Need Dialysis?", webmd, Retrieved 20/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Yvette Brazier (17/7/2018), "What is dialysis, and how can it help?", medicalnewstoday, Retrieved 20/10/2021. Edited.
- ↑ "Dialysis - hemodialysis", Icahn School of Medicine at Mount Sinai, Retrieved 20/10/2021. Edited.
- ↑ "HEMODIALYSIS VS PERITONEAL DIALYSIS: WHICH IS RIGHT FOR YOU?", durhamnephrology, Retrieved 2/11/2021. Edited.