تُصاب بعض النّساء باحتباس البول، أي أنّهن لا يُكنّ قادِرات على إفراغ المثانة من البول تمامًا،[١] ولكن ما السّبب وراء ذلك؟

أسباب عدم تفريغ المثانة من البول عند النساء

إنّ السبب الأكثر شيوعًا لاحتباس البول عند الفتيات والنساء هو التهاب المثانة (Bladder Infection)،[٢] أمّا عن الأسباب الأُخرى المُحتمَلة، سنُوضّحها آتيًا:

  • التهابات المسالك البولية: (Urinary Tract Infection - UTI)، يمكن أن تُسبب التهابات المسالك البولية تورمًا في مجرى البول وهو الإحليل (Urethra)، أو ضعفًا في المثانة، وكلاهما قد يُسببان احتباس البول.[٣]
  • الأمراض المنقولة جنسيًا: (Sexually Transmitted Infections - STIs)، يمكن للأمراض التي تنتشر عن طريق الاتصال الجنسي أن تُسبب تورم مجرى البول مما يُصعّب خُروج البول.[٣]
  • التدلي الأمامي (القيلة المثانية): (Anterior Prolapse or Cystocele)، هي أحد الأسباب الشائعة الأخرى لصعوبة التبول عند النساء، وتُعرّف القيلة المثانية بأنّها انتفاخ وتورم في المثانة باتجاه المهبل، ويحدث ذلك عندما تضعُف العضلات والأنسجة الداعمة بين المثانة والمهبل لدى المرأة وتتمدد، مما يجعل المثانة تتدلى من موضعها الطبيعي وتنتفخ في المهبل، وقد يتسبب ذلك في الضغط على مجرى البول وتضيّقه، الأمر الذي يحدّ من تدفق البول.[٤][٥]
  • تضيّق مجرى البول: يمكن أن تُسبب العديد من الأمور في تضيّق مجرى البول منها تشكّل حصوات المسالك البولية أو الإصابات الأمر الذي يمنع تدفق البول من الجسم.[٣]
  • تناول بعض الأدوية: يمكن أن يحدث احتباس البول نتيجة تناول بعض الأدوية التي تُسبب تغيّرًا في طريقة عمل عضلات المثانة، ومن هذه الأدوية مضادات الهيستامين، ومضادات التشنّج، والمواد الأفيونية، ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، كما يمكن أن تُسبب الأدوية الأخرى أيضًا آثارًا جانبية للتحكم في المثانة كمضادات الكولين، وبعض الأدوية الخافضة لضغط الدم، ومضادات الذّهان، وبعض الأدوية الهرمونية، ومُرخيّات العضلات.[٣]
  • القيلة المستقيمية: (Rectocele)، هي انتفاخ وتورم في المستقيم باتجاه المهبل، ويحدث ذلك عندما تضعف العضلات والأنسجة الداعمة بين المستقيم والمهبل للمرأة وتتمدد، مما يجعل المستقيم يرتخي بشكل يُخالف وضعه الطبيعي وينتفخ في المهبل، وقد يتسبب الوضع غير الطبيعي للمستقيم في الضغط على مجرى البول وتضيّقه.[٥]
  • تضرُّر الأعصاب التي تتحكم في المثانة: قد يحدث احتباس البول نتيجةً لتضرر الأعصاب التي تتحكم في المثانة، والذي يترتب عليه عدم وصول الإشارات التي تدل على امتلاء المثانة والحاجة لتفريغها إلى الدماغ، وتتضمن بعض أسباب تلف الأعصاب ما يلي:[٦]
  • الولادة المهبلية (الطّبيعيّة).
  • السكتة الدماغية.
  • داء السكري.
  • إصابات الدماغ أو النخاع الشوكي.
  • التصلّب المتعدد (Multiple Sclerosis).
  • مرض الشلل الرعاش (Parkinson Disease).
  • إجراء عملية جراحية حديثًا: قد يحدث احتباس البول كأحد الآثار الجانبية الأولية لإجراء عملية جراحية؛ فأثناء الجراحة غالبًا ما تُعطى المرأة التخدير لمنع إشارات الألم، كما تُعطى السوائل الوريدية للتعويض عن فقدان الدم المحتمل، وقد يؤدي هذا المزيج إلى امتلاء المثانة وضعف وظيفة الأعصاب، وعادًة ما تعود الحالة لطبيعتها بعد أن يزول تأثير التخدير، ولكن يمكن أن تُعاني بعض النّساء من مشكلة احتباس البول.[٦]
  • الإمساك: عندما تمتلئ الأمعاء بالبراز ستضغط على المثانة والإحليل، وذلك قد يُسبب احتباس البول.[٧]
  • ضعف عضلات المثانة: يمكن ألّا تنقبض عضلات المثانة الضعيفة بقوة كافية أو لفترة كافية لتفريغ محتواها من البول تمامًا، مما يؤدي ذلك إلى احتباس البول، ويُعد هذا الأمر أكثر شيوعًا عند كبار السن.[٨]
  • الضرر الناجم عن القسطرة البوليّة.[٩]


أنواع احتباس البول

يُقسم احتباس البول إلى احتباس البول الحاد والمزمن،[٨] وفيما يلي توضيحٌ لكليهما:


احتباس البول الحاد

احتباس البول الحاد (AUR) هو عدم القدرة على تمرير أي كمية من البول على الرغم من الرغبة الشديدة في التبول، وهو من حالات الطوارئ الأكثر شيوعًا في المسالك البولية، ومن النّادِر أن يُصيب النّساء،[١٠] وغالبًا ما يكون هناك أيضًا ألم وانتفاخ في أسفل البطن، وتحدث هذه الحالة فجأة، وتزداد سوءًا بسرعة، وتستمر لفترة قصيرة.[٨]


احتباس البول المزمن

يصف احتباس البول المزمن (CUR) عادةً عدم القدرة المستمرة على إفراغ المثانة تمامًا على الرغم من الحفاظ على القدرة على التبول،[١١] وقد لا تظهر أي أعراض على بعض الأشخاص المصابين بالاحتباس البولي المزمن، وقد لا يدركون أنهم غير قادرين على إفراغ المثانة بشكلٍ صحيح، وفي بعض الأحيان يكتشفون أنهم مصابون بهذه الحالة عندما يصابوا بمشكلة أخرى كسلس البول (Urinary Incontinence)، أو التهاب المسالك البولية،[٨] وعادةً ما يتطور هذا النوع من احتباس البول تدريجيًا على مدار شهور أو سنوات، ويستمر لفترة طويلة، وتشمل أعراض احتباس البول المزمن ما يلي:[١٢]

  • صعوبة التبول، والتي قد تكون مستمرة أو متقطعة.
  • الحاجة إلى التبول مرةً أخرى بعد فترة وجيزة من استخدام الحمام.
  • الحاجة لبذل جهد أثناء التبول.
  • إخراج كمية قليلة جدًا من البول، أو تدفق البول الذي يتوقف ويبدأ مُجددًا.
  • عدم ملاحظة أو الشعور بالتبول، وبالتالي عدم إفراغ المثانة.
  • كثرة التبول في فترة قصيرة.
  • التبول أكثر من ثماني مرات في اليوم.
  • سلس البول خاصةً إذا تُرك احتباس البول دون علاج.


دواعي مراجعة الطبيب

يجب على من يعاني من أعراض احتباس البول الحاد أن يذهب إلى المستشفى لتلقي العلاج، بينما لا يُعد احتباس البول المزمن حالة طبية طارئة، ولكنه يُشير عادةً إلى مشكلة كامنة، ويوصى بتحديد موعد مع الطبيب لاحتباس البول الذي يستمر أكثر من بضعة أيام أو يختفي ثم يعود مُجددًا.[١٢]


المراجع

  1. "Chronic Urinary Retention (CUR) Treatment", Agency for Healthcare Research and Quality, 14/6/2013, Retrieved 6/10/2021. Edited.
  2. "Urinary Retention, Female", Mount Nittany Health, 8/5/2021, Retrieved 6/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Urinary Retention", clevelandclinic, 10/1/2021, Retrieved 6/10/2021. Edited.
  4. "Understanding Urinary Retention, Causes And Symptoms", Bladder and Bowel Community, 25/8/2021, Retrieved 6/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Urinary Retention", medicinenet, 18/11/2019, Retrieved 6/10/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Regan Olsson , "Urinary Retention: 5 Reasons You May Have Trouble Peeing", Banner Health, Retrieved 6/10/2021. Edited.
  7. "Urinary retention", Great Ormond Street Hospital for Children, NHS Foundation Trust, 22/1/2020, Retrieved 6/10/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث Colin Tidy (21/6/2018), "Urinary Retention", patient, Retrieved 6/10/2021. Edited.
  9. "Urinary Retention", Urology Associates of Colorado, Retrieved 6/10/2021. Edited.
  10. urinary retention (AUR) is,women [2,3. "Acute urinary retention"], uptodate., Retrieved 10/10/2021. Edited.
  11. research settings, chronic urinary,residual (PVR) urine volumes. "Chronic Urinary Retention (CUR) Treatment", effectivehealthcare.ahrq, Retrieved 10/10/2021. Edited.
  12. ^ أ ب Zawn Villines (6/1/2020), "What to know about urinary retention", medicalnewstoday, Retrieved 6/10/2021. Edited.