التهاب البروستاتا

يُعرّف التهاب البروستاتا (Prostatitis) على أنه تورم والتهاب يصيب غدة البروستاتا المسؤولة عن إنتاج السائل المنوي لدى الرجال، متسبباً بالشعور بألم وانزعاج، وهو أكثر شيوعًا بين الرجال الذي تقل أعمارهم عن 50 عاماً، وقد يُعاني ما يُقارب 10% إلى 12% من الرجال من أعراض التهاب البروستاتا، وتتعدد أنواعه وأسبابه.[١]


أنواع التهاب البروستاتا

ينقسم التهاب البروستاتا إلى 4 أنواع، وبيانها فيما يلي:


التهاب البروستاتا المُزمن

يدعى أيضًا بِمُتلازمة آلام الحوض المُزمنة، يُعد هذا النوع الأكثر شيوعًا، ويرافق الإصابة به عدد من الأعراض أكثرها شيوعاً الشعور بألم في البطن، وكثرة التبول، بالإضافة إلى عدد من الأعراض الأخرى المتمثلة بما يلي:[٢][٣]

  • الشعور بألم في الأعضاء التناسلية.
  • وجود آلام أسفل الظهر.
  • ألم أثناء ممارسة الجماع أو بعده
  • الشعور بألم أثناء الجلوس.



من الأسباب المؤدية إلى الإصابة بمتلازمة آلام الحوض (CPPS) الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، أو تشنج عضلات الحوض، أو التوتر.





التهاب البروستاتا البكتيري الحاد

وينتج عن عدوى بكتيرية تصيب غدة البروستاتا، وتتسبب بأعراض شبيهة بأعراض التهاب المسالك البولية،[٤] وعادةً ما تكون شديدة وتظهر بِشكل مفاجئ، ويرافق الإصابة به عدد من الأعراض أكثرها شيوعاً القشعريرة، والحمى، والشعور بألم في الحوض، وأثناء التبول، بالإضافة إلى عدد من الأعراض الأخرى المتمثلة بما يلي:[٢][٥]

  • خروج إفرازات من الإحليل.
  • ظهور دم في البول، وصدور رائحة كريهة منه.
  • ضعف في تدفق البول، وصعوبة في إفراغ المثانة.
  • كثرة عدد مرات التبول.
  • الشعور بألم أثناء القذف، وظهور دم في السائل المنوي.
  • الشعور بعدم الراحة أثناء الإخراج.
  • الشعور بألم فوق عظمة العانة، وفي الأعضاء التناسلية، أو الخصيتين، أو المستقيم.


التهاب البروستاتا البكتيري المُزمن

ينتج أيضًا عن عدوى بكتيرية، لكنه لا يظهر بِشكل مُفاجئ إنما يتطور بِبطء مع مرور الوقت، وتكون أعراضه أخف مما تكون عليه بِالتهاب البروستاتا البكتيري الحاد،

وتتمثل بعدد من الأعراض أشهرها الرغبة المستمرة في التبول، الشعور بحرقان أثنائه، وصعوبة في بدء التبول، وعدم انتظام تدفقه، بالإضافة إلى ما يلي:[٢][٦]

  • ظهور إفراز من الإحليل.
  • ظهور دم في البول.
  • عدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل.
  • الشعور بألم أثناء القذف.
  • الشعر بآلام أسفل الظهر، وأسفل البطن، وفوق منطقة العانة، وفي المنطقة بين الخصيتين وفتحة الشرج.


التهاب البروستاتا عديم الأعراض

عادةً لا يُصاحب هذا النوع من التهاب البروستاتا أي أعراض، ويتم الكشف عنه بِشكل غير متوقع من خلال إجراء الفحوصات المخبرية لتشخيص المشاكل المرتبطة بِالخصوبة أو المسالك البولية، وغالبًا هذا النوع لا يحتاج إلى العلاج.[٢]


أسباب التهاب البروستاتا

تنقسم أسباب التهاب البروستاتا إلى ثلاثة أقسام، حيث تختلف تبعاً لنوع المسبب، ويمكن بيان الأسباب كالتالي:[٧][٨]

  • أسباب التهاب البروستاتا البكتيري الحاد: يحدث التهاب البروستاتا البكتيري الحاد عند دخول البكتيريا الموجودة في المسالك البولية إلى غدة البروستاتا، وتسببها بحدوث التهاب فيها.
  • أسباب التهاب البروستاتا البكتيري المزمن: تُعد العدوى البكتيرية هي السبب الرئيسي، وقد يحدث هذا النوع من الالتهاب نتيجة لتطور التهاب المسالك البولية للبعض، أو تطور إصابة سابقة بالتهاب البروستاتا البكتيري الحاد إلى عدوى مزمنة،[٩] وفي بعض الأحيان تكون الأمراض المنقولة جنسياً هي السبب، مثل الزهري (Syphilis) والسيّلان (Gonorrhea).
  • أسباب التهاب البروستاتا اللابكتيري: تعود أسباب التهاب البروستاتا غير الجرثومي إلى عدة أسباب، وهي كالتالي:[٩]
  • إصابة سابقة بعدوى بكتيرية في البروستاتا.
  • الإجهاد النفسي والتوتر.
  • تعرّض المسالك البولية لإصابة أثناء عملية جراحية أو إصابة جسدية.


تشخيص التهاب البروستاتا

في حال اشتبه الطبيب بِالأعراض التي قد يصفها المريض له بِالتهاب البروستاتا، فسيلجأ إلى اتباع الإجراءات التالية:

1- الفحص البدني: يقوم الطبيب خلال الفحص البدني بإجراء فحص المستقيم الرقمي، والذي يتم فيه فحص غدة البروستاتا بحثًا عن أي تشوهات، أو تغيرات فيها، وذلك بإدخال الطبيب إصبعه وهو مرتدياً قفاز طبياً وواضعاً مادة مزلقة لتحسس البروستاتا من الخلف.[١٠]

2- الفحوصات المخبرية: وتتضمن كل من:

  • فحص البول (Urine Analysis): يقوم الطبيب بطلب 3 عينات بول للمريض لتأكيد الإصابة بالتهاب البروستاتا البكتيري أو نفيها، ومعرفة نوع المسبب لوضع خطة علاجية مناسبة، وهذه العينات تكون كالتالي:[١٠][١١]
  • بداية البول (initial): يتم أخذ العينة من أول البول.
  • وسط البول (Med Stream): يتم أخذ العينة في وسط عملية التبول.
  • بعد التدليك (Post-Prostatic): ويتم أخذها بعد قيام الطبيب بِتدليك البروستاتا للحصول على بعض سوائل الغدة مع عينة البول.



يتم فحص العينات مجهريًا بالمختبر للكشف عن وجود التهاب، أو دم أو بكتيريا، كما يتم زراعتها لمعرفة نوع البكتيريا في حال وجودها، ثم عمل فحص الحساسية لمعرفة المُضاد الحيوي المُناسب للقضاء عليها.


  • مسحة الإحليل (Urethral Swab): يقوم الطبيب بأخذ مسحة من الإحليل، ويطلب إجراء فحص الزراعة لها لِيُساعده في تحديد التشخيص.
  • زراعة السائل المنوي (Semen Culture): يُساعد هذا الإجراء في تشخيص التهاب البروستاتا البكتيري.[١٢]
  • الفحص الخاص بمستضد البروستاتا النوعي (PSA): يتم إجراؤه من خلال سحب عينة دم، وتكون مستوياته أعلى من الحد الطبيعي في حال التهاب البروستاتا، ولكن لا يُعتبر فحص دقيق لتشخيص التهاب البروستاتا.[١٣]

3- تصوير البروستاتا بالموجات فوق الصوتية (Ultra Sound):

ينتج هذا الفحص صوراً تفصيلية للأعضاء الداخلية، ويلجأ إليه الطبيب لإلقاء نظرة قريبة على غدة البروستاتا، وعادةً ما يقوم به عبر المستقيم بوضع مسبار الموجات فوق الصوتية في المستقيم.[١٤]


4- فحص تدفق البول

في حال عدم وجود مُسببات لِالتهاب المسالك البولية أو أي عدوى بكتيرية، فإن الطبيب يوجّه شكوكه نحو التهاب البروستاتا المزمن (CPPS)، وعند إجراء فحص تدفق البول، الذي يكشف عن قوة تدفقه، وصحة عمل عضلات الحوض، أو وجود أي انسداد في الإحليل.[١٤]


5- التنظير (Cystoscopy)

يقوم الطبيب من خلال التنظير بفحص صحة الإحليل، والبروستاتا، والمثانة.[١٤]


عوامل تزيد خطر الإصابة بِالتهاب البروستاتا

تتمثل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بِالتهاب البروستاتا كالآتي:[١٥]

  • الرجال التي تتراوح أعمارهم من 30 إلى 50 عاماً.
  • الإصابة بِالتهاب مسالك بولية مؤخرًا.
  • استخدام القسطرة البولية لفترة طويلة.
  • الممارسات الخاطئة أثناء الجماع.
  • إجراء جراحة سابقة للبروستاتا أو أخذ خزعة.
  • إصابة سابقة بِالتهاب البروستاتا.[١٦]
  • إصابة في منطقة الحوض، ناتجة عن ركوب الدراجات، وركوب الخيل.[١٦]


علاجات دوائية

يعتمد علاج التهاب البروستاتا على علاج المسبب لها، ويمكن بيان علاجاتها كالتالي:[١٥][١٦]

  • مضادات حيوية: يحدد الطبيب نوع المضاد الحيوي المناسب بناءً على نوع البكتيريا الظاهر في الفحوصات المختبرية والمتسببة في الالتهاب، وفي حال اشتداد الأعراض قد يحتاج المريض لأخذ المضادات الحيوية عن طريق الوريد.
  • دواء لإرخاء عضلة المثانة وتخفيف أعراض البول: مثل دواء تامسولوسين (Tamsulosin) ومن أسمائه التجارية أومنيك (Omnic) وبروستانيك (Prostanic)..[١٦][١٧]
  • مُسكنات الألم.[١٧]



قد يتطلب التهاب البروستاتا البكتيري الحاد إقامة قصيرة في المستشفى حتى يتمكن الطبيب من إعطاء السوائل والمضادات الحيوية للمريض وريدياً، يتبعها تناول المضادات الحيوية الفموية لمدة 2 إلى 4 أسابيع، أما الالتهاب البكتيري المزمن يتطلب دورة علاج أطول، فقد يصف الطبيب جرعة منخفضة من المضاد الحيوي لمدة 6 أشهر لمنع تكرار العدوى.




نصائح منزلية

فيما يلي بعض النصائح التي تُساهم في تخفيف أعراض التهاب البروستاتا، وتسريع عملية الشفاء، وهي كالتالي:[١٥]

  • شُرب كميات وفيرة من الماء.
  • عمل كمادات أو مغاطس دافئة.
  • تجنب الأطعمة التي تهيج المثانة، مثل مشروبات الطاقة، والأطعمة الحارة، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • تناول الأطعمة الغنية بِالألياف، مثل الخضروات، والفواكه، لتجنب حدوث الإمساك.
  • ممارسة التمارين الرياضية، أو تمارين الاسترخاء.


ما هي دواعي زيارة الطبيب؟

يُفضل دائماً التوجه إلى الطبيب في حالة ظهور هذه الأعراض لوضع خطة علاجية مناسبة، وعدم التواني في مراجعته في حال اشتداد الأعراض، أو ظهور أحد الأعراض التالية:[١٨]

  • عدم القدرة على التبول على الإطلاق، أو صعوبة شديدة في التبول.
  • عدم زوال أو تحسن أعراض الحمى والقشعريرة، أو الألم بعد مرور 36 ساعة.

المراجع

  1. "Prostatitis", nhs, Retrieved 6/11/2021.
  2. ^ أ ب ت ث "Prostatitis", clevelandclinic, Retrieved 7/10/2021.
  3. "Chronic Pelvic Pain Syndrome (CPPS)", pelvicrehabilitation, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  4. "Acute Bacterial Prostatitis: Diagnosis and Management", aafp, Retrieved 7/10/2021.
  5. "Acute Prostatitis: Causes, Symptoms, and Diagnosis", healthline, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  6. "Chronic Prostatitis", healthline, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  7. "Prostatitis - bacterial", medlineplus, Retrieved 8/10/2021.
  8. "Prostatitis", nhs, Retrieved 8/10/2021.
  9. ^ أ ب "Causes and treatment of chronic prostatitis", medicalnewstoday, Retrieved 8/10/2021.
  10. ^ أ ب "Prostatitis", washington, Retrieved 8/10/2021.
  11. "Microscopic and microbiological findings for evaluation of chronic prostatitis", ncbi, Retrieved 8/10/2021.
  12. "Semen Cultures in the Diagnosis of Bacterial Prostatitis", sciencedirect, Retrieved 8/10/2021.
  13. "What a High PSA Level Means if It’s Not Prostate Cancer", everydayhealth, Retrieved 8/10/2021.
  14. ^ أ ب ت "Prostatitis (Infection of the Prostate)", urologyhealth, Retrieved 8/10/2021.
  15. ^ أ ب ت "Prostatitis", prostatescotland, Retrieved 8/10/2021.
  16. ^ أ ب ت ث "Prostatitis", mayoclinic, Retrieved 8/10/2021.
  17. ^ أ ب "Prostatitis treatments", prostatecanceruk, Retrieved 8/10/2021.
  18. "Prostatitis - bacterial - self-care", medlineplus, Retrieved 8/10/2021.