ما هو تضخم البروستاتا الحميد؟
تضخم البروستاتا الحميد أو ما يُعرف بفرط تنسج البروستاتا الحميد (Benign prostatic hyperplasia - BPH) من المشاكل الصحية الشائعة التي تُصيب الرجال الذين يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر، وهو مرض غير سرطاني، ولا ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، ولا يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وإنما ينجم عنه بعض الأعراض التي قد تؤثر في كيفية التبول.[١][٢]
مدى شُيوع الحالة
تضخم البروستاتا الحميد هو أكثر مشاكل البروستاتا شيوعًا عند الرجال، إذ بحلول سن الـ 60 تظهر بعض علامات تضخم البروستاتا الحميد لدى 50% من الرجال، وبحلول سن الـ 85 تظهر علامات الحالة على 90% من الرجال، وتقريبًا نصف هؤلاء الرجال سيصابون بأعراض تحتاج إلى العلاج.[٣]
أعراض تضخم البروستاتا الحميد
تظهر مجموعة من الأعراض على المسالك البوليّة السّفليّة تُشير لوُجود تضخّم في غُدّة البروستاتا، وهذه الأعراض تتضمّن:[٤]
- التّبوّل بشكل مُتكرر، أي قد تصل عدد مرّات التّبول خلال اليوم إلى 8 مرات أو أكثر.
- الحاجة الملحة للتبول، وعدم القدرة على تأخير التبول.
- مُواجهة مُشكلة عند بدء خُروج البول.
- يكون البول ضعيف أو متقطع.
- في نهاية التّبوّل يُصبِح هُناك تنقيط بولي.
- كثرة التبول أثناء فترات النوم.
- احتباس البول.
- سلس البول.
- ألم بعد القذف أو أثناء التبول.
- ظُهور رائحة ولون غير طبيعي للبول (يُمكن أن يظهر دم في البول).
ليس بالضّرورة أن يُحدد مدى تضخّم البروستاتا شدّة الأعراض، إذ يعاني بعض الرجال المصابين بتضخم البروستاتا الكبير من أعراض قليلة، بينما يعاني الرجال الآخرون الذين لديهم تضخم طفيف في البروستاتا أعراضًا أكثر، وفي بعض الأحيان قد لا يعرف الرجال أن لديهم تضخّمًا في البروستاتا إلّا عندما تتأثّر قُدرتهم على التّبول.
سبب تضخم البروستاتا الحميد
ليس من الواضِح مع هو السّبب، ولكن قد يكمُن السّبب في مدى نُمو البروستاتا، إذ يستمر نمو البروستاتا لدى معظم الرجال طوال حياتهم، وفي كثير من الرجال يؤدي هذا النمو المستمر إلى تضخم البروستاتا بدرجة كافية لإحداث أعراض بولية أو منع تدفق البول بشكل كبير، ومن جهةٍ أُخرى قد تلعب التغيرات في توازن الهرمونات الجنسية مع تقدم الرجال في السن دورًا في تضخّم البروستاتا.[٥]
عوامل خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد
بعض العوامل قد تزيد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد، ويُذكر منها ما يأتي:
- التقدم في العمر.[٦]
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بتضخم البروستاتا الحميد، كإصابة الأب أو الأخ مثلًا.[٦]
- الضعف الجنسي لدى الرجال.[٦]
- قلة النشاط البدني، وعدم ممارسة التمارين الرياضية.[٦]
- الإصابة بمرض السكري النوع الثاني أو أيٍ من أمراض القلب.[٦]
- زيادة الوزن أو السمنة.[٧]
تشخيص تضخم البروستاتا الحميد
إنّ تشخيص تضخم البروستاتا الحميد في وقتٍ مبكر مهمٌ جدًا لمنع حدوث المضاعفات المرتبطة بالمرض، كما أنّه من المهم الحصول على التشخيص الدقيق للمشكلة الصحية، للتمييز ما بين تضخم البروستاتا الحميد والأمراض الأكثر خطورة،[٨] وفيما يأتي أبرز طرق تشخيص تضخم البروستاتا الحميد:
- فحص المستقيم الرقمي: (Digital Rectal Examination)، والذي يُساعد على تقييم حجم البروستاتا،[٩] إذ يُدخِل الطّبيب أثناء الإجراء إصبعه مُرتديًا قفّازًا في المُستقيم ليتفحّص غُدّة البروستاتا ويبحث هم وُجود تضخم، أو ألم، أو كتل، وهذا الفحص يستغرق من 10 - 15 ثانية.[٧]
- الفحوصات المخبرية: والتي تُجرى على عينات من البول أو الدم،[٩] وفيما يأتي بيان لأهم هذه الفحوصات:
- تحليل مستضد البروستاتا النوعي (PSA)، والذي يرتفع في الدّم في حالات تضخم البروستاتا الحميد، إلّا أنه يرتفع في حالات أخرى، كإصابة بالبروستاتا بالعدوى، أو السرطان، أو غيرها من الأمور.[١٠]
- تحليل البول (Urinalysis)، والذي يقيس كلٍ من كريات الدّم البيضاء والحمراء، والبروتين، والسكر في البول، لاستبعاد وجود أي مشاكل صحية أخرى.[٩][١٠]
- تحاليل وظائف الكلى، لاستبعاد أي مشاكل صحية متعلقة بالكلى، كمستوى الكرياتينين (Creatinine)، أو نيتروجين يوريا الدّم (BUN)، وغيرها من الاختبارات الأخرى.[٩][١٠]
- الاختبارات الأخرى: قد يوصي الطبيب بإجراء بعض الاختبارات الأخرى لتأكيد تشخيص تضخم البروستاتا الحميد، واستبعاد أي أمراض أخرى،[١٠] ويُذكر منها ما يأتي:
- اختبار تدفق البول.[١٠]
- اختبار كمية البول المتبقية بعد التفريغ.[١٠]
- السونار عبر المستقيم (Transrectal Ultrasound).[٨]
- خزعة البروستاتا.[٨]
- تنظير المثانة (Cystoscopy).[٨]
- التصوير بالرنين المغناطيسي للبروستاتا (Prostate MRI).[٨]
علاج تضخم البروستاتا الحميد
يُمكن علاج تضخم البروستاتا الحميد من خلال العديد من الخيارات العلاجية:
مُراقبة الحالة بانتظام
في كثير من الأحيان يتطلب تضخم البروستاتا الحميد فقط مُراقبة الحالة باستمرار من قِبَل الطّبيب دون الحاجة للعِلاج، ويتم ذلك بتنظيم زيارات منتظمة لطبيب المسالك البولية، وخلال ذلك يُنصَح باتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة كوسيلة للوقاية من الأعراض أو التحكم فيها، وهذه الطّريقة هي أفضل طريقة لحالات الرجال الذين يعانون من أعراض خفيفة إلى متوسطة، أو الرّجال الذين لا ينزعجون من تأثيرات تضخم البروستاتا الحميد،[٧][٤] ومن أهم النّصائح التي يجب مُراعاتها خلال هذه المرحلة:
- التقليل من شُرب السوائل، وخصوصًا قبل موعد النوم، أو قبل الخروج إلى الأماكن العامة.[٤]
- الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والمشروبات الغازية.[١]
- الحد من استهلاك المحليات الصناعية.[١]
- ممارسة تمارين عضلات قاع الحوض.[٤]
- تدريب المثانة على الاحتفاظ بمزيد من البول لفترة زمنية أطول.[٤]
- تجنّب استخدام بعض الأدوية، كمزيلات الاحتقان، ومضادات الهيستامين، ومضادات الاكتئاب، ومدرات البول.[٤]
- تجنّب الإمساك، وعلاجه في حال الإصابة به.[٤]
العلاجات الدوائية
يوصي الطبيب بالبدء بتناول العلاجات الدوائية للأعراض الخفيفة إلى المتوسطة من تضخم البروستاتا الحميد في بعض الحالات،[١٠] وفيما يأتي أبرز الأدوية المستخدمة:[٧]
- الأدوية التي تعمَل على إرخاء عضلات كلٍ من المثانة والبروستاتا، للتقليل من الأعراض المرتبطة بتضخم البروستاتا الحميد، وتُحسّن من تدفق البول.
- الأدوية التي تعمل على تقليص حجم البروستاتا، وزيادة تدفق البول.
يُمكن استخدام كِلا الأدوية السّابقة معًا وحينها سيُسمى ذلك بالعلاج المركب، وهذا العِلاج يمنع تضخم البروستاتا الحميد من التفاقم، وعادةً ما يلجأ الأطباء لوصف كلا العلاجين للرجال الأكبر سنًا.
الجراحة
يلجأ الطبيب لإجراء العمليات الجراحية لعلاج تضخم البروستاتا في حال وجود الأعراض المتوسطة إلى الشديدة، أو بسبب عدم تحسّن الحالة مع استخدام العلاجات الدوائية التي أسلفنا ذكرها، أو بسبب وجود انسداد في المسالك البولية، أو حصوات المثانة، أو وجود دم في البول، أو وجود مشاكل في الكلى،[١٠] وفيما يأتي أبرز الجراحات المستخدمة لتضخم البروستاتا الحميد:
- استئصال البروستاتا عبر الإحليل: (TURP)، وهي من أكثر العمليات الجراحية استخدامًا لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، والتي تُخفف من الأعراض البولية لدى العديد من الرجال.[٢]
- استئصال البروستاتا بالليزر: (Laser Prostatectomy)، ومن خلالها يتم تفتيت أنسجة البروستاتا المتضخمة بواسطة استخدام أشعة الليزر.[٢]
- شق البروستاتا عبر الإحليل: (TUIP)، وفيها لا تتم إزالة أنسجة من البروستاتا، وإنما يُحدث الطبيب شقوقًا في البروستاتا للتخفيف من الضغط على الإحليل.[٢]
- رفع الإحليل البروستاتي: (PUL)، وهي غرسات صغيرة ورفيعة توضع على كلا جانبي البروستاتا، تُساعد على فصل فصوص البروستاتا المتضخمة لتوسيع مجرى البول.[٣]
- استئصال البروستاتا كاملةً: (Prostatectomy)، ويلجأ إليها الأطباء في حالات نادرة، كوجود انسداد كامل في مجرى البول، أو إذا كانت البروستاتا كبيرة جدًا، أو إذا كان لا يُمكن إجراء أي من العمليات الجراحية الأخرى.[٢]
تأثير تضخّم البروستاتا في الخُصوبة
وِفقًا للجمعيّة الدولية للصحّة الجِنسيّة (ISSM)، لوحِظ أنّ بعض الرجال الذين يعانون من تضخم البروستاتا قد يُعانون من ضعف الانتصاب (ED) أو مشاكل في القذف،[١١] ومن جهةٍ أُخرى يُمكن لبعض العِلاجات المُستخدمة لعلاج تضخّم البروستاتا أن يُؤثّر في خُصوبة الرّجل.[١٢]
المراجع
- ^ أ ب ت "Overview -Benign prostate enlargement", nhs, 10/2/2020, Retrieved 13/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Benign prostatic hyperplasia (BPH)", cancer, Retrieved 13/10/2021. Edited.
- ^ أ ب "Benign Prostatic Enlargement/Hyperplasia (BPE/BPH)", my.clevelandclinic, 10/3/2020, Retrieved 13/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Prostate Enlargement (Benign Prostatic Hyperplasia)", niddk.nih, 9/2014, Retrieved 13/10/2021. Edited.
- ↑ "Benign prostatic hyperplasia (BPH)", mayoclinic, 13/4/2021, Retrieved 13/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Benign Prostatic Hyperplasia", labtestsonline, 28/10/2019, Retrieved 13/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Benign Prostatic Hyperplasia (BPH)", urologyhealth, 9/2021, Retrieved 13/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Benign Prostatic Hyperplasia (BPH) (Enlargement of the Prostate)", radiologyinfo, 28/1/2020, Retrieved 13/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Levi A Deters (19/2/2021), "Benign Prostatic Hyperplasia (BPH)", emedicine.medscape, Retrieved 13/10/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Benign prostatic hyperplasia (BPH)", mayoclinic, 13/4/2021, Retrieved 13/10/2021. Edited.
- ↑ "Does having an enlarged prostate (BPH) affect sexual performance?", issm, Retrieved 18/10/2021. Edited.
- ↑ "It’s Complicated: Enlarged Prostate and Sex", healthline, Retrieved 18/10/2021. Edited.