ما هي أسباب صغر حجم الكلى؟

يحتوي جسم الإنسان على زوج من الكلى شكلها كحبة الفول، وتقع أسفل الأضلاع وخلف البطن، وتعمل على تصفية الدم، وإزالة الفضلات، وتوازن السوائل في الجسم، ويبلغ حجم الكلية الواحدة حجم قبضة اليد تقريبًا، وطول كل واحدة منها يعادل 10-12.7 سنتيمترًا، وقد تتعرض الكلى لبعض المشاكل أو الظروف التي تجعل حجمها أصغر من المعتاد، فما هي الأسباب المؤدية إلى هذا؟^[١]

ما هي أسباب صغر حجم الكلى؟

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى صغر حجم الكلى، ومنها ما يلي:

الأسباب الخَلْقِيّة

يعد خلل أو نقص التنسج الخَلْقي حالة شائعة، وفيها يولد بعض الأطفال بكلية صغيرة، أو أنّها لم تنمو لديهم بمعدل طبيعي، أو لم تتموضع في مكانها الطبيعي قبل الولادة، وهذا ما يطلق عليه اسم الكلى الحوضية، علمًا أنّ الأشخاص المصابين بهذه الحالة لديهم كلى تعمل بشكل طبيعي، رغم إمكانية وجود تشوهات في نظام تصريف السوائل، وهذا قد يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بخطر العدوى، وقد يكون من الصعب معرفة سبب حدوث هذه الحالة، وفي معظم الحالات لا يُعز ذلك إلى ممارسات الحامل خلال حملها، كما أنّه لا علاقة له بزيادة فرصة حدوث مشاكل أخرى في الكلى في حملها المستقبلي.^[٢][٣]

خلل في نظام تصريف السوائل من الكلى

يطلق على هذه المشكلة اعتلال الكلى الارتجاعي، وقد ينجم عنه صغر حجم الكلى، وقد يؤثر في كلا الكليتين.^[٤]

الإصابة بعدوى في الكلى

قد يكون هذا أحد أسباب صغر حجم الكلية، ولكنه لا يعني حتمية تعرض الكلى للضرر، أو ترك ندب فيها، رغم احتمالية تسبب عدوى الكلى الحادة بتلف الكلى مما يؤدي إلى في صغر حجمها.^[٤]

نقص تروية الكلى

من الممكن أن يتسبب نقص وصول الدم إلى الكلى بضمور وصغر حجم الكلى نتيجى تضيق الأوعية الدموية، كما ينجم عن هذا تلف أنسجة الكلى.^[٥]

انسداد الشريان الكلوي

يعدّ الشريان الكلوي الشريان المسؤول عن تغذية الكلى بالدم الذي يحمل الأكسجين، وحدوث انسداد به نتيجة جلطة دموية على سبيل المثال قد يؤدي إلى صغر حجم الكلى.^[٥]

تشكل التكيسات الكلوية

قد تنشأ أكياس في الكلى وتحدث ضغطًا على الأوعية الدموية، وهذا قد يسبب صغر حجم الكلى.^[٥]

الإصابة بمشاكل صحية ثؤثر في الكلى

مثل السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، من الممكن أن تؤثر هذه الامراض في قدرة الكلية على تصفية السوائل، وبالتالي من الممكن أن تتقلص الكلية في حجمها، أو تظهر فيها ندوب.^[٦]

هل تتقلص الكلى مع تقدم العمر؟

نعم، من الممكن أن يحدث تقلص للكلى مع التقدم في العمر، إذ إنّ أنسجة الكلى تقل، وكذلك تقل وظائفها، ويكون هذا بعد سن 30-40 عامًا، وقد يرافق هذا انخفاض تدريجي في معدل تنقية الدم من الكلى حتى لوكان الشخص لا يعاني من أمراض في الكلى، ويحدث هذا لدى ما يقارب ثلثي الأشخاص، أمّا الثلث المتبقّي فلا يواجهون تغيرًا في معدل تنقية الدم من الكلى مع التقدم في العمر، ما يعني أنّ هناك عوامل أخرى قد تؤثر في صغر حجم الكلى غير العمر، ومن جانب آخر تتضيق الشرايين المغذية للكلى مع التقدم في العمر، وهذا يعني نقصان كمية الدم المتدفقة إليها، وبالتالي قد يساهم هذا بطريقة أو بأخرى بنقص حجم الكلى، وعلى الرغم من التغيرات المرتبطة بالعمر، إلا أن وظائف الكلى تكون كافية لتلبية احتياجات الجسم.^[٧][٨]

هل يجب إزالة الكلية إذا كانت صغيرة؟

ليس دائمًا، إذ إنّ غالب الحالات لا تستدعي استئصال الكلية الصغيرة، وخاصة إن كانت لا تسبب أي مشاكل، أمّا إذا نجم عنها الشعور بالألم، أو الإصابة بعدوى متكررة، أو كانت السبب في حدوث ارتفاع ضغط الدم فقد يوصي الطبيب بإزالتها، وفي الحقيقة حتى لو تسببت الكلية الصغيرة ببعض المشاكل يتردد الأطباء بإزالتها إن كانت لا تزال تؤدي وظيفتها، وبالتالي يلجأ الاطباء إلى محاولة السيطرة على أي مشاكل تسببها الكلية الصغيرة بالأدوية، مثل المضادات الحيوية طويلة الأمد للقضاء على العدوى إن كانت الكلية الصغيرة لا تزال توفّر أكثر من 25% من المستوى الكلي لوظائف الكلى، ولكن إن تعذّر هذا فيمكن إزالتها.^[٤]

هل يجب فحص الأسرة؟

نعم، يجب إجراء فحوصات عائلية في حال كانت الكلية الصغيرة ناجمة عن وجود خلل التنسّج الخَلْقي أو اعتلال الكلية الارتجاعي، إذ إنّ هذه المشكلات تعدّ سارية في العائلات، ويمكن اللجوء إلى فحوصات تصويرية مثل فحص الكلى بالموجات وفق الصوتية للكشف عن حجم الكلى أو مشاكل أخرى مرتبطة بالكلى، والجدير بالعلم أنّ الاختبارات الجينية أو فحوصات الحمض النووي للكشف عن هذه المشكلة غير متوافرة في الوقت الحالي.^[٢]