يتم تشخيص أو اكتشاف مرض الكلى متعدد الكيسات (Polycystic Kidney Disease) عادةً عند البالغين فوق سن 30 عامًا، والسبب في ذلك هو أن الأعراض لا تبدأ عادةً بالظهور قبل هذا الوقت، وتتمثل الخطوة الأساسية في تشخيصه بالتعرف على الأعراض التي يواجهها المصاب، وتاريخ عائلته الطبي، وإجراء فحوصات متعددة.[١]

تشخيص مرض الكلى متعدد الكيسات

عادةً ما يُشخّص الأطباء مرض الكلى متعدد الكيسات عن طريق تصوير الكلى بالموجات فوق الصوتية أو الألتراساوند (Ultrasound of the Kidneys)، والذي يُظهر وجود الأكياس على الكلى، لكن من الجدير بالذكر أنه تتغير نتائج الموجات فوق الصوتية جزئيًا تبعًا لعمر المصاب؛ إذ يعاني المرضى الأصغر سنًا عادةً من تكيّساتٍ أصغر، لهذا السبب طوّر الأطباء معايير مُحددة لتشخيص المرض بالموجات فوق الصوتية وِفقًا لعمر المصاب؛ على سبيل المثال يُمكن أن يُشير وجود ما لا يقل عن 3 أكياس في كل كلية بحلول سن الثلاثين لمصابٍ لديه تاريخ عائلي لمرض الكلى متعدد الكيسات إلى إصابته بهذه الحالة أيضًا، وبالتالي لا فائدة من إجراء الموجات فوق الصوتية للأطفال المصابين حتى بلوغهم سن 18 عامًا؛ إذ إن الأكياس قبل هذا الوقت لن تكون كبيرة بما يكفي لرؤيتها، ومن حينٍ لآخر قد يكتشف التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الأكياس الصغيرة التي لا يُمكن العثور عليها بواسطة الموجات فوق الصوتية، ويُساعد التصوير بالرنين المغناطيسي على قياس ومراقبة حجم ونمو هذه الأكياس.[٢][٣]




ملاحظة: حوالي 10 - 15 من كل 100 شخص مصاب بمرض الكلى متعدد الكيسات؛ أي ما نسبته 15% ليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذه الحالة، وعلى الرغم من أن وجود التكيسات في الكلى يُشير إلى الإصابة بمرض الكلى متعدد الكيسات، إلّا أنه يمكن أن تكون هناك أسباب أخرى لتكيسات الكلى أيضًا، لذا يقوم الطبيب بتقييم جميع الاحتمالات الأخرى قبل تأكيد التشخيص، كما قد يقترح إجراء اختبار جيني للمساعدة على تأكيد أو استبعاد الإصابة بالمرض.[٤]




اختباراتٍ أخرى

قد لا تُساعد الفحوصات الجسدية، أو اختبارات الدم والبول دائمًا على اكتشاف الإصابة بمرض الكلى متعدد الكيسات، وغالبًا ما يكتشفه الأطباء أثناء الفحوصات الطبية لمشاكل صحية أخرى كالتهابات المسالك البولية، وفي حالاتٍ أخرى لا يُكتشف المرض حتى تبدأ الكلى بالفشل،[٥] ففي حال حدوث تضخّم الكليتين، قد يتمكن الطبيب من الشعور بهما في البطن، كما يُقاس ضغط دم المصاب لمعرفة ما إذا كان أعلى من المعدل الطبيعي، وبالإضافة للاختبارات المذكورة سلفًا قد يُجري الطبيب اختباراتٍ أخرى، بما في ذلك:[١]

  • اختبارات البول للتحقق من وجود دم أو بروتين في البول.
  • اختبارات الدم لتقدير معدل تصفية الكليتين للدم.
  • حساب معدل الترشيح الكُبيبي (GFR)؛ وهي طريقة فعّالة لتقييم مدى كفاءة عمل الكليتين.




معدل الترشيح الكُبيبي هو مقياس لعدد الملليلتر (مل) من الدم التي تستطيع الكليتين تصفية الفضلات منها في دقيقةٍ واحدة، ويجب أن تتمكن الكليتين في الحالات السليمة من تصفية ما يزيد عن 90 ملليلتر من الدم في الدقيقة الواحدة.




الاختبارات الجينية

في بعض الحالات يُمكن أن يطلب الطبيب إجراء الاختبارات الجينية (Genetic Testing)، والذي يتضمن فحص عينة من الدم للتحقق من الجينات غير الطبيعية التي تُسبب المرض، ولا يُنصح بإجراء الاختبارات الجينية لجميع الأشخاص؛ إذ يُعد اختبارًا مُكلفًا، كما أنه يفشل أيضًا في اكتشاف مرض الكلى متعدد الكيسات في حوالي 15% من الأشخاص المصابين به، ومع ذلك يُمكن أن تكون الاختبارات الجينية مفيدة إذا كان الشخص الخاضع للاختبار:[٣]

  • لديه تشخيص غير مؤكد لإصابته بالمرض بناءً على اختبارات التصوير.
  • لديه تاريخ عائلي للإصابة بالمرض ويريد التبرع بكليته.
  • أصغر من 30 عامًا، ولديه تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، ولكن نتائج التصوير بالموجات فوق الصوتية لا تُشير إلى الإصابة، ويُخطط لتكوين أسرة.


ما هي الدلائل التي تُشير إلى الإصابة بمرض الكلى متعدد الكيسات؟

في الواقع لا تظهر أعراض تُشير إلى الإصابة بمرض الكلى متعدد الكيسات على معظم المصابين به حتى بلوغهم سن 30 - 40 عامًا،[٦] ولكن قد تتضمن بعض العلامات والأعراض الملحوظة الأولى ما يلي:[٦][٣]

  • ألم في البطن.
  • ألم كلوي في الظهر أو الجانب، وهو ما يُسمى ألم الخاصرة (Flank Pain).
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • وجود دم في البول.
  • التهابات المسالك البولية المتكررة (UTIs).
  • حصى الكلى.
  • الفشل الكلوي التدريجي، وتتضمن أعراضه الغثيان، والقيء، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن، والتبول المتكرر أو المتناقص، وتشنّجات العضلات، ومشاكل الإدراك، وانتفاخ الكاحلين والقدمين، وضغط الدم الذي يصعب إدارته، وضيق التنفس.
  • رفرفة متكررة في الصدر، التي تُعد من العلامات المُبكرة على الإصابة بالمرض، ووِفقًا لمؤسسة مرض الكلى متعدد الكيسات يُعاني حوالي 25% من المصابين من صمام قلبي مرن، مما يُسبب إصابتهم برفرفة في الصدر وجدار الصدر، ويُمكن أن تختفي هذه الأعراض من تلقاء نفسها.




ملاحظة: إذا كان التشخيص معروفًا فلن تكون المضاعفات مفاجئة، وبالتالي يمكن علاجها بسرعة وبشكلٍ مناسب.




هل يمكن اكتشاف مرض الكلى متعدد الكيسات قبل الولادة؟

نعم، فإذا كانت الأنثى مصابة بمرض الكلى متعدد الكيسات وهي حامل أو تخطط للحمل، فيجب التحدث إلى الطبيب لمعرفة ما يمكن القيام به من إجراءات قبل الولادة، إذ يُمكن تشخيص الإصابة بمرض الكلى متعدد الكيسات عند الأطفال الذين لم يولدوا بعد باستخدام اختبار يُسمى بزل السلى (Amniocentesis)، وخلاله يأخذ الطبيب كمية صغيرة جدًا من السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين من الرحم، ويختبره لاكتشاف الإصابة بالمرض، كما يُمكن إجراء اختبار آخر يُسمى عينة الزغابات المشيمية (Chorionic Villus Sampling)، والذي يتضمن أخذ قطعة صغيرة جدًا من المشيمة لفحصها مخبريًا.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب "Diagnosis -Autosomal dominant polycystic kidney disease", nhs, 11/4/2019, Retrieved 15/12/2021. Edited.
  2. "Polycystic kidney disease (PKD)", kidneycareuk, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Polycystic Kidney Disease", National Kidney Foundation, 14/9/2018, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  4. "How is ADPKD diagnosed?", The Polycystic Kidney Disease Charity , 2/2019, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  5. "Kidneys - polycystic kidney disease (PKD)", betterhealth, 18/7/2017, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Lana Barhum (7/12/2021), "How Autosomal Dominant Polycystic Kidney Disease Is Diagnosed", verywellhealth, Retrieved 16/12/2021. Edited.
  7. Deepak S. Patel (9/2020), "Polycystic Kidney Disease", familydoctor, Retrieved 16/12/2021. Edited.